نزول القران الكريم

استطاع العلماء بعد البحث ان يتوصلوا من خلال فهمهم للايات التى تتحدث عن نزول القران الى تنزيلين:
انزاله جملة واحدة من اللوح المحفوظ الى بيت العزة فى السماء الدنيا
انزاله منجما على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من بدء الوحى حتى اخر حياة النبى ـ صلى الله عليه وسلم
انزال القران الكريم جملة واحدة الى السماء:
يقول الله تعالى (شهر رمضان الذى انزل فيه القران ) ويقول سبحانه وتعالى (انا انزلناه فى ليلة القدر ) ويقول سبحانه وتعالى (انا انزلناه فى ليلة مباركة ) ولا تعارض بين هذه الايات فهى ليلة ذات قدر مباركة وهى فى شهر رمضان .

وهذا الانزال كان جملة واحدة الى سماء الدنيا والدليل على ذلك بعض الاحاديث المروية عن ابن عباس رواها الحاكم وغيره وصححها و منها :
روى الحاكم بسنده عن عكرمة عن ابن عباس قال انزل القران جملة واحدة الى سماء الدنيا فى ليلة القدر ثم نزل بعد ذلك فى عشرين سنة)ثم قرا (ولا ياتونك بمثل الا جئناك بالحق و احسن تفسيرا) و (قرانا فرقناه لتقراه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا ) حديث صحيح على شرطهما ولم يخرجاه
وروى ايضا بسنده عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس فى قوله (انا انزلناه فى ليلة القدر )قال:انزل القران جملة واحدة فى ليلة القدر الى السماء الدنيا وكان بموقع النجوم وكان الله ينزله على رسوله ـصلى الله عليه وسلم ـ بعضه فى اثر بعض ، قال (وقالوا لولا نزل عليه القران جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا ) .قال: هذا حديث صحيح على شرطهما و لم يخرجاه.
وهذا القول محل خلاف بين العلماء على اقوال ثلاثة ذكرها الامام الزركشى فى البرهان وهى:
القول الاول :انه نزل الى السماء الدنيا فى ليلة القدر جملة واحدة ثم نزل بعد ذلك منجما فى فترة النبوة

القول الثانى :فى ثلاث وعشرين ليلة قدر فى ثلاث وعشرين سنة وقيل فى خمس وعشرين ليلة قدرفى خمس وعشرين سنة كل ليلة ما يقدر الله سبحانه انزاله فى كل السنة ثم ينزل بعد ذلك منجما فى جميع السنة على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم .
القول الثالث :انه ابتدىء انزاله فى ليلة القدر ثم نزل بعد ذلك منجما فى اوقات مختلفة من سائر الاوقات والقول الاول اشهر واصح الاراء.والانزال الثانى انزال القران الكريم على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :
و المرادمن هذا التنزيل اعلام الوحى النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ بايات القران الكريم النازلة على قلبه صلى الله عليه وسلم .
و لقد ذكر الشيخ الزرقانى ان للقران الكريم ثلاثة تنزيلات فزاد على التنزيلين السابقين تنزيلا ثالثا جعله سابقا عليهما فقال :
التنزيل الاول الى اللوح المحفوظ ودليله قوله تعالى (بل هو قران مجيد ،فى لوح محفوظ )
ولكن هذه الاية لا تشير الى نزول القران الى اللوح المحفوظ ولكن تشير الى ان القران الكريم وجد فى اللوح المحفوظ قبل ان ينزل الله به جبريل الى السماء الدنيا وليس لنا الا التمسك بما دلت عليه الايات فى نزوله الى السماء الدنيا و نزوله على قلب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم